تحقق الكلية الجامعية للعلوم والتكنولوجيا خان يونس منذ انطلاقتها عديدًا من الإنجازات والنجاحات على كافة المستويات والأصعدة، الأمر الذي مكّنها من أن تكون كلية تقنية رائدة في جنوب قطاع غزة، حيث تأسست الكلية عام 1990م كمؤسسة تعليمية أهلية، ثم تحولت إلى كلية حكومية عام 1997م، واستمرت في التطور وطرح التخصصات لدرجتي البكالوريوس والدبلوم، وتواصل إنشاء المباني والقاعات الدراسية ومختبرات الحاسوب والمختبرات الطبية والمراسم الهندسية والورش الفنية، كذلك امتلاكها طواقم أكاديمية وإدارية ذات كفاءة عالية، وفي عام 2013م تحولت إلى كلية جامعية تطرح أكثر من (33) تخصصاً في برامج البكالوريوس والدبلوم خطوةً نحو التحول إلى جامعة تخدم شرائح وفئات أوسع من طلبة قطاع غزة.
تطــور نوعــي فــي كافــة المجـــالات
وأكد عميد الكلية أ. نضال سليم أبو حجير أن الكلية حققت قفزات نوعية في عديد من الجوانب والنواحي لا سيما الأكاديمية منها والإدارية والتطويرية التي تساهم بشكل كبير في الارتقاء بمستوى الكلية ودعم المسيرة التعليمية الأمر الذي يساعد إلى حد كبير على تطوير مستوى الطلبة للوصول بهم إلى درجة التميز التي تمكنهم من الحصول على فرص مِهَنٍ مناسبة في سوق العمل المحلي أو العربي والدولي على حدٍ سواء، وكذلك تمكنهم من افتتاح المشاريع التنموية التي تساهم في الارتقاء بشكل كبير بمستوى المجتمع المحلي الذي تعدُّ الكلية أحد مكوناته الرئيسية، وعملت الكلية أيضا على تقديم عدّة برامج ومنح وإعفاءات بالإضافة إلى تقسيط الرسوم الدراسية لشرائح كبيرة من طلبة الكلية؛ ليصبح التعليم متاحاً لجميع فئات الطلبة، وفي المقابل قامت بالتواصل مع مؤسسات محلية لكفالة الطلبة الفقراء؛ ليكونوا قادرين على إتمام مسيرتهم التعليمية، وكذلك وقّعت الكلية خلال الفترة الماضية على عدد من اتفاقيات التعاون المشترك التي تساهم في تحقيق الاستفادة من المؤسسات الخارجية، قصد الحصول على دعم المؤسسات المتخصصة في ذلك؛ لإنشاء المباني الجديدة التي تزيد من مستوى الخدمات التعليمية منها مؤسسة الخليج التعليمية لإنشاء مبنى الكويت للعلوم والتكنولوجيا.
برامج تقنية تلبي حاجة سوق العمل المحلي
وأوضح أ. أبو حجير أن الكلية تدرس احتياجات سوق العمل المحلي إلى التخصصات التقنية التي تقدم إضافات نوعية وتشكل دوافع إيجابية نحو تغيير الفكر السائد اتجاه التخصصات التقنية وقدرة الخريج على دعم المجتمع المحلي وتطويره مما يساعد على سد العجز الحاصل في هذا النوع من التخصصات خاصة في ظل توجه الكليات والجامعات في قطاع غزة نحو التعليم الأكاديمي بشكل كبير عازفاً عن التعليم التقني الذي يخدم الخريجين في هذه المرحلة عبر إنشاء المشاريع الصغيرة أو حتى الحصول على فرصة عمل مناسبة، مبيّناً في ذات السياق أن الكلية تقوم عند طرح التخصصات النوعية والجديدة بعقد ورش العمل وبالتواصل مع المؤسسات المحلية وديوان الموظفين العام للحصول على مسميات لهذه التخصصات حتي يتمكن الطالب الخريج من الحصول على حقه بعد التخرج بشكل كامل.
أنشطــــة وفعــاليـــــات
وفي هذا الجانب أدلى أ. أبو حجير بأن الكلية خلال الفصل الدراسي الأول نظمت عديدًا من الأنشطة والفعاليات والوقفات والندوات والأيام العلمية التي تعدّ مكملاً للجانب العلمي الذي يحصل عليه الطالب أثناء الدراسة قصد زيادة قدرته العلمية والمعرفية وصقل مواهبه بكافة المهارات اللازمة التي من شأنها تفيد الطلبة بعد تخرجهم، مبيناً أن كافة الأنشطة التي تم تنظيمها كانت مدروسة بشكل جيد وبالتشاور مع كافة أقسام الكلية والهيئة الطلابية حتى تعم الفائدة وتلبي كافة طموحات الطلبة، وموضّحا كذلك أن الكلية تنظّم بشكل مستمر الأنشطة والفعاليات المميزة التي تقدم إضافات كبيرة للطلبة بشكل خاص بعدّها رأس مال هذه الكلية، مشيراً إلى أن الفصل الدراسي الثاني سيشهد مزيدًا من الأنشطة المتميزة التي تلامس حاجات الطلبة خلال فترة دراستهم، كذلك تنظيم الأنشطة التي تلامس حاجات مجتمعهم الذي هم جزء منه.
تجويد العملية التعليمية
وفي هذا المجال ذكر أبو حجير أن الكلية طرحت خلال الفترة الماضية عديداً من الدورات والبرامج التدريبية على الصعيدين: الأكاديمي والإداري أهمها إطلاق النسخة الثانية لبرنامجي التميز الأكاديمي والإداري لأعضاء الهيئتين: الأكاديمية والإدارية، وكذلك الإعلان عن دورات وبرامج تدريبية متخصصة للعاملين والطلبة والمهتمين والمجتمع المحلي، مؤكداً أن شؤون التخطيط والتطوير والجودة بالكلية قامت بوضع الخطط العامة للكلية، والخطط التشغيلية لكافة أقسام الكلية التي من شأنها تنظم عمل الأقسام للوصول إلى خطة تشمل أداء الكلية بوجه عام، الأمر الذي ينعكس بشكل إيجابي على مردود العملية التعليمية وعلى الطلبة، مبيناً في الوقت ذاته أن هذا الأمر يساهم إلى حدٍ كبير في تطوير أداء الكلية نحو الأفضل ووضع الكلية ضمن الكليات والجامعات المميزة على الصعيدين المحلي والدولي، وكذلك المشاركة في المؤتمرات العلمية والأيام الدراسية بشكل فعّال للوصول بالكلية إلى مكانة علمية أفضل وإلى تصنيف متميز محلياً وعربياً.
علاقات ومشاريع تطويرية
وفي هذه السياق تطرق أ. أبو حجير إلى أن الكلية تواصلت أثناء الفترة الماضية موثقة علاقتها بالمؤسسات الداعمة من خلال الزيارات التي نظمتها قصد إنشاء عدد من المباني والقاعات الدراسية والمختبرات داخل الكلية وذلك ضمن المخطط المستقبلي للكلية الذي يتضمن بناءً جامعياً متكاملاً ومجهزاً بأحداث الوسائل التكنولوجية التي تخدم الطلبة وتعدّ من الصروح العلمية المتميزة، حيث باشرت الكليةفي بناء مكتبة الخليج للعلوم والتكنولوجيا مموّلة من الصندوق الكويتي للتنمية الإقتصادية العربية عبر البنك الإسلامي للتنمية وبتنفيذ مؤسسة الخليج التعليمية، الذي يتكون من أربع طبقات ليفتح المجال واسعاً أمام التوسع المستقبلي للكلية وزيادة عدد من المباني والمرافق في الفترة القادمة لتحقق الكلية ما تصبو إليه وتتحول إلى جامعة تقنية متخصصة في جنوب قطاع غزة.
توقيع اتفاقيات تعاون مشترك
وفي هذا الجانب أشار أ. أبو حجير إلى أن الكلية وقعت عدداً من اتفاقيات التعاون المشترك مع عدد من المؤسسات المحلية بهدف تقديم خدمات أفضل لكلا الجانبين، وتبادل الخدمات والأفكار المشتركة التي من شأنها تقدم إضافة إيجابية للكلية ولطلبتها بشكل خاص، مبيناً أن الكلية تسعي سعياً دؤوباً إلى تطوير العلاقات وتعزيزها مع مؤسسات المجتمع المحلي والعربي أيضاً، في خطوة نحو توسع التواصل مع هذه المؤسسات وفتح المجال واسعا لتحقيق المنفعة المشتركة في مجال التدريب وتنظيم الأنشطة والفعاليات والاستفادة من الإمكانات والموارد المتاحة لتحقيق التميز والتقدم والريادة.
تطورات تكنولوجية
وفي هذا السياق أوضح أ. أبو حجير أن الكلية أطلقت مشروع الدليل الإلكتروني يهدف إلى تحويل الكتب والمقررات التعليمية إلى كتب إلكترونية تفاعلية، توضح للطالب التجارب العملية وعمليات المحاكاة التي يحتاج إليها؛ لفهم المعلومات بطريقة مبسطة وميسرة وتغطي المنهج التعليمي كاملاً، كذلك تم إطلاق خدمات الطلبة الإلكترونية على الهواتف الذكية، ويقدم مجموعة من الخدمات للطالب كالحصول على الجداول الفصلية وكشف الدرجات، والوضع المالي للطالب، والدرجات الفصلية، والخطة الدراسية، حيث يستطيع الطالب الوصول إلى هذه الخدمات في أي وقت وفي أي مكان تتوفر فيه خدمة الإنترنت، كما تم إطلاق تطبيق "كيف أختار تخصصي الجامعي؟" يستهدف طلبة الثانوية العامة الناجحين، وهو يحتاج إلى أن يقوم الطالب بالإجابة عن عدد من الأسئلة وبعدها يقوم البرنامج بتوجيهه نحو التخصص الذي يناسب ميوله ورغباتـــه حسب معدلــــه فــي التوجيهــــي.
نظـــرة نحــو المستقبــل
وفي هذا الصدد أوضح أ. أبو حجير أن الكلية تسعى إلى تحقيق مكانة متميزة بين الكليات والجامعات في فلسطين بل بين جامعات الوطن العربي، وإلى تحقيق نمو وتقدم بشكل متسارع في كافة المجالات والنواحي حتى تصبح جامعة تقنية تكون الأولى من نوعها في جنوب قطاع غزة تقدم خدمتها لعديد من الطلبة وتقدم للمجتمع المحلي نموذجاً تعليمياً مميزاً يحمل بين طياته الرقي والتقدم لهذا المجتمع.