نظمت الكلية الجامعية للعلوم والتكنولوجيا بخان يونس يوماً علمياً بعنوان "الإدارة الصحية واقع وطموح" بمشاركة واسعة من الشركات والمؤسسات ذات العلاقة والمهتمين في هذا المجال، حضر هذا النشاط العلمي عميد الكلية أ. نضال سليم أبو حجير، ود. يوسف أبو الريش وكيل وزارة الصحة، ود. خالد أبو هلال مدير فرع غزة بشركة جالا الراعي الشريك لليوم العلمي، وأ. محمد النجار رئيس اللجنة التحضيرية لليوم العلمي، و د. زياد الداهودي رئيس اللجنة العلمية، ورؤساء، وعدد من الشخصيات الأكاديمية في مقدمتهم د. مثقال حسونة خبير الإدارة الصحية، ود. بسام أبو حمد منسق برامج الدراسات العليا بجامعة القدس، ود. أشرف القدرة مدير وحدة العلاقات العامة والإعلام والناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية، وأ. مصباح دويك المحاضر بالكلية، و. موسي العماوي رئيس وحدة الجودة بوزارة الصحة، بالإضافة إلى أركان وزارة الصحة الفلسطينية في المنطقة الجنوبية، ونواب العميد ورؤساء الأقسام الأكاديمية وطلبة تخصص الإدارة الصحية في الكلية.
وأكد أبو حجير على ضرورة وحاجة المجتمع لتنظيم مثل هذه الأيام العلمية التي تبين مدى أهمية حاجة المؤسسات الصحية في فلسطين لوجود تخصص الإدارة الصحية بشكل أكبر لما له أهمية واضحة في وضع التصورات والخطط اللازمة لإنجاح العمل الصحي، مبيناً إلى أننا في الكلية سنعمل على تسليط الضوء في هذا اليوم على نقاط القوة والضعف في واقع الإدارة الصحية وما يعانيه من واقع الميدان، مشيراً إلى أهمية العمل بشكل مشترك للتأكيد على وجود هذا التخصص في المؤسسات الصحية في فلسطين للنهوض بشكل متكامل في الخدمة الصحية.
ودعا أبو حجير إلى المزيد من العمل والجد وتنظيم الندوات والمحاضرات التي تعمل على تعزيز الإدارة الصحية في المؤسسات الصحية في فلسطين.
بدوره أشار أبو الريش إلى أن مشكلة الإدارة هي ليست في مؤسسات العمل الصحي فقط وإنما هي مشكلة في جميع المؤسسات، حيث أن الإدارة في العمل الصحي هي مشكلة معقدة لأنها متعلقة بجوانب مختلفة منها الاقتصادي والجانب الإنساني والاجتماعي والسياسي، مبيناً أن هذا التخصص هو نواة لتغيير حقيقي يفتح المجال واسعاً لآفاق أخرى تساعد على تطور هذا التخصص، داعياً في الوقت إلى ضرورة عمل جلسات مكثفة لوضع تصور عن مسار هذا الخريج في وزارة الصحة حيث ستكون الوزارة منفتحة لاستقبال الأفكار الي يمكن أن تدعم وتطور من عمل منظومة العمل الصحي.
وقدم أبو الريش شكره للكلية الجامعية للعلوم والتكنولوجيا على جهودها الكبيرة في تنظيم اليوم العلمي الذي يسلط الضوء على واقع الإدارة الصحية.
وفي كلمته أوضح النجار أن الإدارة الصحية لها أهمية بالغة في مؤسسات العمل الصحي وأن هدف هذا اليوم هو الوقوف على واقع الإدارة الصحية في هذه المؤسسات سيما في قطاع غزة، وإبراز التحديات التي يواجهها من أجل وضع حلول أنية ومستقبلية، مبيناً أن كثير من الدراسات أشارت بأن الكثير من المشكلات الحقيقية التي تواجه المؤسسات الصحية بشكل عام والمستشفيات بشكل خاص هي مشاكل إدارية أكثر منها مشاكل إمكانيات ومواد، مقدماً شكره لكل من ساهم وشارك في التحضير لهذه اليوم العلمي من عمادة الكلية والأقسام الأكاديمية والإدارية، كذلك قدم الشكر للطلبة الإدارة الصحية لجهودهم الكبيرة في دعم ومساندة الجهود من أجل إنجاح فعاليات اليوم العلمي.
وتناول اليوم العلمي في الجلسة الأولي التي ترأسها د. زياد الداهودي النظم الصحية في فلسطين حيث تحدث د. مثقال حسونة عن مكونات نظام العمل الصحي في فلسطين ومكوناته ونظام العمل الحكومي العامل، وقد ركّز في ورقته على أن القطاع الحكومي هو المسؤول الأول عن تقديم الخدمات الصحية إلى جانب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين والمؤسسات الخاصة، مستعرضاً نقاط القوة في النظام الصحي بالإحصائيات والأرقام، وأبرز معوقات تطبيق هذا النظام وسبل تجاوز هذه المعيقات.
وتحدث د. أشرف القدرة عن الإعلام الصحي ودورة في مؤسسات العمل الصحي، معرفاً مفهوم العمل الصحي وأهميته في المؤسسات الصحية، متطرقاً إلى التحديات التي واجهت الإعلام الصحي خلال المرحلة السابقة وأهم المبادئ الأساسية لزيادة فعاليات الإعلام وإظهار دوره الرئيسي في إظهار الصورة الحقيقية لوزارة الصحة.
وقدم د. مصباح دويك معلومات عن الصحة الإلكترونية وآفاقها وتحدياتها، حيث استعرض التوجه العلمي نحو التطبيق الإلكتروني داخل المؤسسات الحكومية، كذلك النظام الموجود داخل المؤسسات الصحية داخل فلسطين، موضحاً مخرجات هذا التطبيق التي تعمل على تحسين العمل والإنفاق الصحي بشكل عام، كما أوضح أن تطبيق النظام الإلكتروني يساعد على تحسين معاير الجودة الشاملة.
وتناولت الجلسة الثانية التي ترأسها د. خالد أبو علي المحاضر بقسم العلوم الطبية بالكلية حوكمة النظام الصحي حيث تحدث د. بسام أبو حمد مشاكل النظام الصحي في وزارة الصحة والآثار الجانبية التي تنتج عن هذه المشاكل سواء للوزارة أو لشرائح المجتمع، كذلك تحدث عن النظام الصحي العام وحجم الإيرادات وحجم الإنفاق والفرق الشاسع بينهم كما تناول الموارد البشرية ومعايير تطبيق الجودة الشاملة في تطوير نظام العمل الصحي.
كما تحدث أ. موسي العماوي عن الجودة ومراحلها في مؤسسات العمل الصحي، كما أوضح مفاهيم الجودة المتعددة لا سيما الجودة في المؤسسات الصحية لما لها خصوصية، وتطرق للمراحل التي وصلت بها الجودة في المؤسسات الصحية خلال المراحل السابقة حيث كانت تعتمد على عملية ضبط الإجراءات وتطورت إلى أن وصلت إلى المرحلة الحالية والمتعلقة بتحسين الخدمات المقدمة في المؤسسات الصحية بشكل عام حتى نصل إلى مرحلة (رضى العميل) حيث من أبرز التطلعات المستقبلية الوصول إلى تطبيق أوسع وأشمل نحو الجودة الشاملة حتى يشمل كافة نواحي وزارة الصحة.
وتناول د. مثقال حسونة مدى ملائمة التخصصات لسوق العمل، حيث أشار إلى أهمية دور تخصص الإدارة الصحية في مؤسسات العمل الصحي، مؤكداً على ضرورة تطوير الأنظمة الصحية التي تكون قادرة على تطوير الأنظمة الصحية التي تكون قادرة على استيعاب جسم جديد وهو تخصص الإدارة الصحية ضمن منظومة العمل الصحي، وهذا يتطلب تعديلا جوهرياً في نمط وشكل الهياكل التنظيمية وآليات التوظيف المتعلقة بالوزارة، كما دعا إلى ضرورة التنسيق مع ديوان الموظفين العام، كذلك دعا المؤسسات التعليمية أن تعمل على تطوير المهارات العلمية بشكل مستمر والعملية لخريجي الإدارة الصحية كي يكون خريجها قادرين على ممارسة مهامهم بأفضل صورة ممكنة.
وخلص اليوم العلمي للعديد من التوصيات والتي من أبزها ضرورة السعي نحو تطبيق انموذج التخطيط الاستراتيجي بمنهجه المتكامل في مؤسسات القطاع الصحي الفلسطيني لمعالجة قضاياه ومشكلاته والتحديات التي تواجهه وضرورة التوعية بأهمية ممارسة عمليات الإدارة الاستراتيجية وتقنياتها لتطوير هذا القطاع المهم، كذلك تطوير التخصصات والمقررات الدراسية الجامعية ذات العلاقة بالإدارة الصحية وأن تكون مواكبة للتطورات العالمية وما يتلاءم مع احتياجات سوق العمل والمجتمع، وأيضاً بناء نظام معلومات مرتبط بقاعدة بيانات مركزية لتسهيل عملية تبادل المعلومات المتعلقة بتسيير العمل بما يساعد صانعي القرارات بالقطاع الصحي الفلسطيني في تحسين عملية متابعة تنفيذ القرارات المتخذة على أرض الواقع بما يوفر الوقت والجهد والإنفاق، كذلك الإهتمام بتطوير البنية التحتية من أجهزة وشبكات لازمة لتطبيق الإدارة الإلكترونية, وإنشاء أرشيف إلكتروني يوثق جميع ملفات دائرة الموارد البشرية, وتعميم استخدام النماذج الإلكترونية في كافة المؤسسات الصحية الفلسطينية، كذلك العمل على التنسيق بين مؤسسات كافة المجتمع المدني الفلسطيني للوصول لخدمة صحية متكاملة حيث أن المؤسسات الصحية دورها تكميلي وداعم للنظام الصحي الحكومي القائم، وأيضاً العمل مع المؤسسات الصحية والأكاديمية الفلسطينية على ايجاد وصف وظيفي دقيق لخريجي الادارة الصحية، وأيضاً ضرورة رفع مستوى المعرفة بالإعلام الصحي لضمان وصول المعلومة الصحية بالشكل المناسب من مصدرها الصحيح، كذلك العمل مع وزارة الصحة وديوان الموظفين العام على وضع خريجي الادارة الصحية على سلم أولويات التوظيف، إضافة إلى إبراز دور الادارة الصحية إعلاميا لتعزيز المعرفة والوعي لدي صانعي القرار والرأي العام، كذلك استثمار العلاقة الإيجابية بين مؤسسات القطاع الصحي الحكومي والمنظمات الأهلية والخاصة لتطوير الكادر البشري العامل في القطاع الصحي الفلسطيني, وتعزيز التنسيق بين المؤسسات الصحية الفلسطينية لتحقيق الهدف المشترك، وضرورة إجراء دراسات علمية تختص بمدي التأثير الإيجابي لتخصص الادارة الصحية في تطوير ورقي مؤسسات القطاع الصحي الفلسطيني، كذلك ضرورة أن تكون المناهج الدراسية للإدارة الصحية باللغة الإنجليزية ولتقوية مهارات الطلاب في اللغة الانجليزية، وإعادة تقييم الاحتياجات الخاصة بالمؤسسات الصحية الفلسطينية من الكوادر البشرية.