عقدت الكلية الجامعية للعلوم والتكنولوجيا بالتعاون مع كلية العلوم الصحية بالجامعة الاسلامية يوماً علمياً، وذلك ضمن فعاليات أسبوع التمنيع العالمي الذي تنظمه منظمة الصحة العالمية WHO في الفترة من 23- 30 أبريل من كل عام، والذي جاء هذا العام تحت شعار "سد ثغرة التمنيع"، بحضور عميد الكلية الأستاذ نضال سليم أبو حجير، والأستاذ الدكتور عبد الرؤوف المناعمة نائب رئيس الجامعة الإسلامية لشؤون البحث العلمي، والأستاذ الدكتور عدنان الهندي عميد كلية العلوم الصحية بالجامعة الإسلامية، ونخبة من ذوي الاختصاص من المؤسسات الصحية والتعليمية في قطاع غزة
حيث رحّب الهندي في الجلسة الافتتاحية بالحضور منوّهاً إلى أهمية هذا اليوم الذي يأتي متوافقاً مع سياسة منظمة الصحة العالمية الهادفة الى نشر الوعي بأهمية عملية التمنيع في كافة المجتمعات، مقدمه شكره للشريك في تنظيم هذا اليوم، ولذوي الاختصاص من المؤسسات المشاركة بأوراق علمية بهدف نشر الفائدة العلمية في المجتمع الفلسطيني.
من جهته قال أبو حجيّر أن الجامعة الاسلامية هي نواة البحث العلمي في فلسطين وهي بحق أم الجامعات الفلسطينية، مثنياً على عقد هذا اليوم العلمي بالجامعة الاسلامية و بالتعاون مع الكلية الجامعية، و دعا أبو حجير إلى عقد اتفاقية تعاون مشترك علمي بين الجامعة والكلية، وأن هذا اليوم العلمي هو تطبيق عملي واقعي لأولى الخطوات نحو هذه الاتفاقية شاكراً كل من شارك في إنجاح هذا النشاط.
وفيالجلسة العلمية الأولى التي ترأسها المحاضر بقسم العلوم الطبية بالكلية الجامعية للعلوم والتكنولوجيا الأستاذ عبد القادر العطل وقد اشتملت على خمسة أوراق علمية، تحدث في الورقة الاولى الدكتور محمود ضاهر مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في قطاع غزة حول خدمات المنظمة الدولية في مجال التطعيمات، حيث أوضح اهتمام منظمته بمتابعة برامج التطعيمات الفلسطينية، والذي اعتبره من أنجح برامج التطعيم في الوطن العربي إن لم يكن في العالم، و أضاف إن المنظمة وإذ تطلق شعارها لهذا العام "سد فجوة التمنيع" فإنها تؤكد نجاحها في القضاء على العديد من الأمراض المعدية بشكل تام تقريبا على مستوى العالم، وسعيها الدائم لتطوير برامج التطعيم المختلفة.
الدكتور زياد الداهودي الاستاذ المشارك بقسم العلوم الطبية بالكلية الجامعية للعلوم والتكنولوجيا تحدث في ورقته العلمية عن عمل جهاز المناعة وكيفية التمنيع، وكيف تتعامل خلايا جهاز المناعة مع الأجسام الغريبة فتكون لها خلايا تعرف بخلايا الذاكرة تحتفظ بالصفات العامة للميكروب لسنوات طويلة؛ فإذا تكررت الإصابة بنفس الميكروب تعامل معه جهاز المناعة بسرعة قبل أن يتمكن من إحداث أي ضرر بأجهزة الجسم، و هو الأساس الذي بنيت عليه كافة برامج التطعيم بحيث يتم إدخال مستحدثات لجهاز المناعة مأخوذة من الميكروبات فيرد الجسم بإنتاج الاجسام المضادة، والتي يكون لها القدرة على التعامل مع الميكروبات الحقيقية في المستقبل.
الورقة العلمية الثالثة قدمها الدكتور مجدي ضهير مدير دائرة الطب الوقائي بالرعاية الأولية بوزارة الصحة، وأوضح فيها أن هناك تطوراً كبيراً على أنظمة التمنيع المعمول بها في وزارة الصحة منذ سنوات السبعينات وحتى يومنا هذا؛ حيث تم إدخال لقاحات جديدة آخرها التلقيح ضد فيروس الروتا الذي يسبب الإسهال عند معظم الأطفال وسيتم إدخال اللقاح الخاص به خلال الأيام القادمة، موجهاً شكره الشديد للأمهات الفلسطينيات لحرصهن الكبير على الالتزام التام ببرامج التلقيح المختلفة وبالموعد المحدد.
الورقة الرابعة قدّمها الأستاذ الدكتور عبد الرؤوف المناعمة المحاضر بقسم العلوم الطبية المخبرية بالجامعة الاسلامية‘ ونائب رئيس للجامعة لشئون البحث العلمي، والتي تحدث فيها عن أهمية تطعيم الحجاج قبل موسم الحج موضحاً أنواع التطعيمات التي يجب أن تعطى للحجاج، وكذلك أهمية كل نوع خاصة أن موسم الحج يكون أكبر مكان لتجمع بشري، حيث يتواجد في نفس الزمان والمكان قرابة الاثني مليون ونصف من مختلف أرجاء العالم، وفي مساحة جغرافية ضيقة جداً مما يسهل انتشار الأوبئة بينهم، موضحاً اهتمام الجهات المشرفة على الحج ببرامج التمنيع للحفاظ على حياة الحجاج.
وجاءت الورقة العلمية الخامسة التي ألقتها الأستاذة ابتسام الأسود المحاضر بقسم العلوم الطبية المخبرية بالجامعة الاسلامية بعنوان "فحص كفاءة التمنيع" حيث أوضحت عدد من الدراسات التي أجريت في قطاع غزة حول التمنيع لعدد من الميكروبات، مؤكدةً أن الدراسات الحديثة أثبتت كفاءة التمنيع ضد التهاب الكبد الوبائي من النوع B بنسبة عالية جداً، وكذلك كلاً من الكزاز والدفتريا والسعال الديكي فيما انخفضت هذه الكفاءة ضد فيروس التهاب الغدد النكافية.
وقد خلص اليوم العلمي بعدد من التوصيات أبرزها التأكيد على الدعوة الى الاستمرار في تطوير برامج التطعيم المختلفة، والدعوة كذلك إلى إجراء مزيداً من الدراسات حول كفاءة برامج التمنيع في قطاع غزة، وكذلك مدى ملائمة البرامج العالمية للمجتمع المحلي و دراسة مدى الحاجة الى إدخال اللقاحات الجديدة قبل إدخالها، والموازنة بين تكلفة اللقاحات وفعاليتها من الناحية الأخرى.
في ختام اللقاء تبادلت الجامعة الاسلامية والكلية الجامعية للعلوم والتكنولوجيا دروع الشكر والتقدير لشراكتهما هذا اليوم العلمي، كما تم توزيع شهادات المشاركة على المتخصصين أصحاب الأوراق العلمية.
